منتدى فوج الأنصار الكشفي
منتدى فوج الأنصار يرحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المجلس المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منـا
وشكـراً لتعطيرك منتدى فوج الأنصار بباقتك الرائعة من مشاركات مستقبلية
لك منـا أجمل المنى وأزكى التحايــا والمحبة

منتدى فوج الأنصار الكشفي
منتدى فوج الأنصار يرحب بك أجمل ترحيب
ونتمنى لك وقتاً سعيداً مليئاً بالحب كما يحبه الله ويرضاه
فأهلاً بك في هذا المجلس المبارك إن شاء الله
ونرجوا أن تفيد وتستفيد منـا
وشكـراً لتعطيرك منتدى فوج الأنصار بباقتك الرائعة من مشاركات مستقبلية
لك منـا أجمل المنى وأزكى التحايــا والمحبة

منتدى فوج الأنصار الكشفي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى فوج الأنصار الكشفي

بكل جهد ، مستعدًا ، للعمل
 
الرئيسيةأحدث الصوردخولالتسجيل

 

  كتاب الأدغال للكاتب الكبير ردويار كبلينكس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 212
تاريخ التسجيل : 06/09/2012

 كتاب الأدغال للكاتب الكبير ردويار كبلينكس Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الأدغال للكاتب الكبير ردويار كبلينكس    كتاب الأدغال للكاتب الكبير ردويار كبلينكس Emptyالجمعة سبتمبر 07, 2012 4:04 am

كتاب الأدغال للكاتب الكبير ردويار كبلينكس

يسرنا ان نقدم ملخص لكتاب الادغال ليستفيد منه القادة قي شرح القصة للكشافيين وشكرا.

في الساعة السابعة من مساء يوم شديد الدفء عند جبال سيوني استيقظ الأب ذئب من نومه اليومي و حك جسده و تثاءب ثم مد أرجله واحدة اثر الأخرى ليطرد الكسل الذي يدب في أطرافها و ظلت الام ذئبة راقدة و قد دست انفها الرمادي الكبير بين جرائها الأربعة الباكية التي وضعتها حديثا و أرسل القمر ضوءه الفضي من فوهة الكف الذي يعيش فيه جميعا.

قال الأب ذئب:

-آه لقد حان الوقت للصيد ثانية.

و كان على وشك أن ينهض و يهبط عن التل عندما مر بالعتبة ظل صغير ذو ذيل منقوش و سمع عواء يقول:

- فليرافقك التوفيق يا زعيم الذئاب و ليكن السعد و الأنياب البيضاء القوية من نصيب صغارك النبلاء حتى لا يكون جائع في هذه الدنيا.

-و كان المتكلم ابن آوى اسمه <<تاباكي>> لاعق الصحون و الذئاب في بلاد الهند تحتقر ذلك الحيوان لانه يخلق المتاعب أينما حل أو ذهب و يثير الفتن و يأكل الفضلات التي يجدها في كومات قمامة القرية.

قال الأب ذئب في خشونة:

-ادخل يا هذا و انظر بنفسك فليس لدينا طعام.

أجاب تاباكي:

- ليس لديكم طعام لذئب و لكن عظمة جافة تكون وليمة طيبة لشخص وضيع مثلي فمن نحن حتى نتذلل و نختار؟ لسنا إلا بنات آوى.

و أسرع إلى نهاية الكهف حيث وجد عظمة غزال عليها بعض اللحم فجلس يعرقها و يهشم طرفها فرحا مسرورا. ثم قال أخيرا و هو يلعق شفتيه:

-شكرا جزيلا على هذه الأكلة الطيبة.

و استطرد و هو ينظر إلى الجراء:

- ما اجمل النبلاء الصغار يا للعيون النجلاء في هذه السن المبكرة! طبعا طبعا فأولاد الملوك رجال منذ الطفولة.

وكان تباكي يعرف أن النظر إلى الأطفال و التحدث عن محاسنهم يعرضهم لاصابة العين و يجلب الشؤم عليهم و يزعج آباءهم و مع ذلك تعمد ابن آوى هذا المديح و سره أن يرى معالم القلق و الإحراج على وجه الأب ذئب و الام ذئبة.و سكن تاباكي في مكانه فرحا بما أحدثه من أذى و قال في خبث:

-لقد غير <شيرخان> منطقة قنصه و سيصيد في هذه التلال خلال الشهر القادم هكذا قال لي.
و شيرخان هو الببر الضخم الذي يعيش بالقرب من نهر <وانجونجا> على بعد عشرين ميلا من هذا المكان.

أجاب الأب ذئب في غضب:

-و بأي حق يفعل ذلك؟!إن قانون الغابة لا يبيح له تغيير منطقته قبل إخطارنا في الوقت المناسب سيخيف كل ما يصلح للصيد حولنا فيبعده عن متناولنا مع أنني في هذه الأيام اخرج في طلب طعام شخصين.

و قالت الام ذئبة في هدوء:

-لقد أصابت أمه إذ سمته <الأعرج> فهو اعرج منذ ولادته و كان لهذا لا يفترس غير الماشية الوادعة و القرويون في وانجونجا ناقمون عليه من اجل ذلك و هاهو ذا قد أتى ليغضب أهل القرى القريبة منا أيضا.سينقبون في الغابة و يقتفون آثاره و سنضطر إلى أن نهرب بأولادنا عندما يحرقون الأعشاب للبحث عنه فلشيرخان منا مزيد الشكر!

قال تاباكي:

-اؤبلغه شكركم؟

فثار الأب غضبا و قال:

-إليك عنا.هيا انصرف لتصيد مع سيدك فلقد أسأت إلينا هذه الليلة و حسبك ما حدث.

أجاب تاباكي في هدوء قبل أن ينصرف:

-سأنصرف و باستطاعتكم أن تسمعوا زئير شيرخان آتيا من الغل ليتني أرحت نفسي و لم احملها مشقة نقل هذه الرسالة.

وأنصت الأب ذئب فسمع من اسفل التل عند الوادي الذي يمتد إلى النهر زئيرا غاضبا لببر جائع متذمر لم يوفق إلى صيد بعد و لا يهمه أن يعرف أهل الغابة خبر جوعه فقال الأب ذئب:

-يا للغباء أيبدأ عمله الليلة بهذا الصوت ؟ أيظن أن المها الوحشية التي بأرضنا مثل ثيران وانجونجا الكسالى البدينة؟!

أجابت الام ذئبة: -

صه انه الليلة لا ينبغي ثورا أو مهاة بل ينشد بشرا فلقد صار الزئير نهيتا يتردد صداه في جميع نواحي الغابة و هو صوت طالما أزعج الحطابين الذين ينامون في العراء و أيقظهم عند الفجر و جعلهم – لفرط الذعر – يجرون إلى الببر و يلقون بأنفسهم بين أنيابه في بعض الأحيان.

قال الأب ذئب و هو يكشر عن أنيابه البيضاء:

-يصيد بشرا !! أليس في المستنقعات و ما يكتنفها من الضفادع و الخنافس ما يكفيه ؟ أيجرؤ على صيد البشر و لا يفعل ذلك إلا في أرضنا نحن ؟

إذ أن قانون الأدغال لا يبيح لأي حيوان مفترس أن يقتل أنسانا و يأكله إلا إذا فعل ذلك ليعلم أولاده و إذ ذاك يجب أن يكون الصيد خارج حدود منطقة العشيرة و الدافع الحقيقي لسن هذا القانون أن قتل الإنسان يعقبه حتما حضور الصيادين المسلحين فوق ظهور الفيلة يتبعهم مئات الهنود الذين يحملون الطبول و المشاعل و الصواريخ فيقاسي كل مخلوق في الغابة ألوان العذاب.و تقول الحيوانات بعضها لبعض:أن الإنسان ضعيف اعزل فليس من الشهامة قتله و تقول أيضا – و هي حقيقة – أن أكلة البشر من الحيوانات تصاب بالجرب و تتساقط أسنانها أيضا.

و ازداد النهيت و علا شيئا فشيئا حتى انتهى بأشد ما تقوى عليه حنجرة الببر من الزئير ثم نبح شيرخان كما تنح الكلاب فقالت الام ذئبة:

-لقد اخطأ فريسته ترى ما الذي حدث؟!

و جرى الأب ذئب إلى الخارج و تقدم بضع خطوات فسمع شيرخان يزمجر في وحشية و هو يتعثر في طريقه بين الشجيرات فقال الأب ذئب في ازدراء:

-لقد قفز الأبله فوق نيران أحد الحطابين فشاطت أرجله ها هو ذا تاباكي يصحبه.

فقالت الام ذئبة و هي ترفع أذنيها و ترهفهما للسمع:

-اسمع حركة شيء يصعد فوق التل فلنستعد.

واهتزت الشجيرات في الدغل فربض الأب ذئب على مؤخرته تحفزا للوثوب ثم تلا ذلك منظر عجيب :فقد وثب الذئب وثبته حتى علا فوق الأرض ثم تردد و ارتد حتى هبط في مكانه الأول ! بدا بالوثوب قبل أن يدرك حقيقة الهدف الذي يتجه إليه فلما تبينه حاول أن يمنع نفسه من إتمام قفزته فاستدار بعد أن ارتفع فوق الأرض و هبط في المكان الذي قفز منه و زمجر قائلا:

-انه بشر جرو رجل انظري.

والتفتت الام ذئبة فرأت أمامها طفلا اسمر اللون عاري الجسد تعلم السير حديثا و قد استند إلى غصن قصير فكان اغرب ما استقبله و جار ذئب في الليل و رفع الطفل رأسه و نظر إلى الذئب ضاحكا.

سالت الام ذئبة:

-أهذا جرو بشري لم أر واحدا من قبل فاحضره إلى.

والذئب الذي اعتاد أن ينقل صغاره من مكان إلى مكان باستطاعته – إذا دعا الأمر – أن يحمل في فمه بيضة دون أن يحطمها و كذلك فعل الأب ذئب بالطفل فاطبق فكيه على ظهره ووضعه بين صغاره دون أن يصيبه بأذى.

هتفت الام ذئبة في رقة:

-انه عاري الجسد ما أصغره و ما أشجعه!!

فلقد كان الصبي يخترق طريقه في شجاعة بين الجراء ليدفأ و استطردت الام:

-يا للعجب ! انه يتناول طعامه معهم. و هذا رجل صغير أسمعت من قبل أن ذئبة ربت بين صغارها جروا بشريا؟

أجاب الأب ذئب:

-سمعت بمثل ذلك و لكني لم أره في العشيرة طوال حياتي . يا لجسده الأملس. إن لمسة بكفي كفيلة أن تقتله.انظري كيف يشخص إلينا دون خوف أو وجل.

و في هذه اللحظة احتبس ضوء القمر عن الكهف فنظر الأب ذئب إلى فتحة الجحر فرأى الببر شيرخان يحشر رأسه الكبير و كتفيه العريضتين فيها. و ارتفع صوت تاباكي يعول من خلفه قائلا:

-لقد دخل هنا يا مولاي.

فنظر الذئب إلى الببر و قد التمع الغضب في عينيه و قال:

- شيرخان يسبغ علينا شرف عظيما بزيارته فماذا يريد شيرخان؟

أجاب الببر:

-أريد قنيصتي جروا بشريا اتجه إلى هذه الناحية لقد هرب والداه و تركاه خلفهما فاعطنيه.

وكان شيرخان قد قفز على نار أوقدها أحد الحطابين كما ظن الأب ذئب من قبل فثار غاضبا من ألم أقدامه المحترقة . ولم يهتم الأب ذئب كثيرا فغضب شيرخان لان مدخل الكهف كان أضيق من أن يلجه الببر.

أجاب الأب ذئب:

- الذئاب شعب حر يتلقى الأوامر من زعيم العشيرة لا من ببر مثلك قاتل أبقار مخطط الجلد.و لتعلم أن جرو البشر ملكنا و لنا نحن أن نبقيه أو نقتله إذا أردنا.

-إذا أردتم ؟! ما هذا الكلام ؟ و ماذا تريدون ؟ اقسم بالثور الذي قتلته أنني لن أبقى واقفا عند جحر الكلاب الذي تعيشون فيه من اجل قنيصتي. ألا ترى أن الذي يتحدث إليك هو شيرخان العظيم؟!

و رددت جدران الكهف صدى زئيره كأنه الرعد فنهضت الام ذئبة و ابتعدت عن جرائها و تقدمت نحو الفوهة مسرعة وواجهت يني شيرخان المتقدمتين و حدقت فيهما بعينين خضراوين تلتمعان في ظلام الكهف مثل الشهب و قالت:

-أنا <راكشا >الشيطانة التي تجيبك. إن هذا الجرو ملكي وحدي فلن أمكنك من قتله. سيعيش مع العشيرة و يجري بين أبنائها و يصيد معهم و سوف يصيدك أنت بعد حين يا قانص الجراء العراة و يا آكل الضفادع و صائد الأسماك. و الآن اذهب عنا يا آكل البقرات العجاف و إلا فقسما بالوعل الذي قتلته لاعيدنك إلى أمك اشد عرجا مما كنت يوم جئت إلى هذه الدنيا.هيا انصرف عنا يا وحش الغابة المحترق!

ونظر إليها الأب ذئب معجبا فخورا فلقدد كاد ينسى صورة زوجته يوم كانت في ريعان شبابها تجري بين العشيرة و تلقب بالشيطانة عن جدارة و استحقاق. و عندما أراد الزواج منها لم يظفر بها إلا بعد أن نازل خمسة ذئاب و هزمها جميعا..

لقد كان شيرخان يستطيع أن يقف أمام الأب ذئب أما هي فلن يستطيع معها ذلك أبدا و لو فعل لقتلته حتى الممات كان شيرخان يعرف حق المعرفة أن المكان الذي يقف فيه يتيح لها الفرصة للتغلب عليه. فتراجع عن فتحة الكهف مزمجرا و صرخ من الخارج يقول:

-حقا إن الكلب ينبح في داره. سنرى ما تقوله العشيرة عن رغبتك في تبني جرو بشري. انه ملكي و سيعود ألي آخر الأمر فتمزقه أنيابي أيها اللصوص ذوي الأذيال المنقوسة.

و عادت الام ذئبة و هي تلهث و ألقت بنفسها بين جرائها فقال لها الأب ذئب:

-لقد صدق شيرخان و من واجبنا أن نعرض الجرو على العشيرة فهل أنت مصرة على الاحتفاظ به؟

فشهقت مجيبة:

-احتفظ به؟! طبعا فلقد لجأ إلينا بين طيات الظلام عاريا جائعا و ما خافنا و لا خشي باسنا. انظر ألا تراه ؟ لقد أزاح أحد صغاري من مكانه ليجلس بيننا و لو استطاع هذا القصاب الأعرج أن يأكله لفعل ثم هرب عائدا إلى منطقة صيده في وانجونجا فيجيء القرويون إلينا هنا و ينقبون عن الجرو الصغير في كل مسكن من مساكننا و ينتقمون منا له. ثق أنني سأحتفظ به.

ثم التفتت إلى الصبي قائلة:

-نم و استرح أيها الضفدع الصغير . نم يا < موجلي> سيكون اسمك بيننا موجلي< الضفدع> و سيأتي اليوم الذي تقتنص فيه شيرخان كما أراد أن يقتنصك الليلة.

سأل الأب ذئب:

-و لكن ما الذي ستقوله للعشيرة؟

وكان قانون الأدغال ينص في وضوح على أن الذئب اذا تزوج فمن حقه أن ينسحب من العشيرة إذا أراد و لكن يتحتم عليه حين تكبر جراؤه و تستطيع أن تسير أن يصحبها إلى مجلس الشورى الذي ينعقد عادة عند اكتمال القمر من كل شهر و ذلك ليعرضها على الذئاب الأخرى لتعرفها.و للجراء بعد هذا العرض الحرية في الذهاب أينما شاءت.و إلى أن تقتنص تلك الجراء أول فريسة لها لا يصح لذئب من العشيرة أن يقتل أحدها. و الموت هو العقاب الوحيد لمن يقترف هذه الجريمة.

و انتظر الأب ذئب بعض الزمن حتى استطاعت جراؤه السير قليلا ثم ذهب هو و الام معهم إلى اجتماع العشيرة ذات ليلة و اخذوا معهم الطفل موجلي و قصد الجميع صخرة الشورى التي تقع فوق تل كثير الأحجار و الصخور حيث تستطيع مئات الذئاب أن تختبئ ورائها.

و كان <اكيلا> <الذئب الأوحد> العظيم هو الذي يتزعم العشيرة بفضل قوته و دهائه و كان يرقد متمددا فوق صخرته و من حوله كان يجلس ما يزيد على أربعين ذئبا من كل لون و من كل حجم: بعضها رمادي محنك يستطيع أن يقتنص فريسته دون مساعدة و بعضها
اسود عاري الجسد؟ دعوه يعيش مع العشيرة. أين الثور يا بجهيرا ؟ اقبلوا الجرو سريعا.

و ارتفع صوت اكيلا الجهير يقول:

-انظروا جيدا انظروا جيدا أيها الذئاب.

وكان موجلي منصرفا إلى اللعب بالحصى و لا يفكر في شيء سواه فلم ير الذئاب و هي تقترب منه و تتأمله واحدا اثر واحد. و أخيرا هبط الكل التل سعيا وراء الثور القتيل و لم يبق عند صخرة الشورى غير اكيلا و بجهيرا و بالو و ذئاب موجلي. وزأر شيرخان غضبا لان الصبي لم يسلم إليه.

فتمتم بجهيرا مغيظا محنقا:

-نعم إزار زئير الجبروت و العزة فعن قريب سيجعلك هذا المخلوق العاري الصغير تزار زئير الضعف و الذلة و إلا فما أنا بأمور البشر عليم.

قال اكيلا:

-حسنا فعلت بدفاعك عن موجلي فللبشر و جرائهم ذكاء عظيم و قد يساعدنا هذا الجرو كثيرا عندما يحين الوقت.

فاجاب بجهيرا:

-صدقت سيساعدنا في وقت الحاجة فليس لاحد أن يأمل في زعامة العشيرة إلى الأبد.

ولم يقل اكيلا شيئا فقد كان يفكر فيما يصيب كل زعيم للعشيرة عندما يتقدم به العمر و تزايله القوة و يزداد الضعف يوما بعد يوم ألي ان تقتله الذئاب أخيرا و يتبوأ مكانه زعيم آخر ليقتل كذلك عندما يأتي دوره و تدنو شمس حياته من الغروب.

قال اكيلا للأب ذئب:

-لقد اصبح ربيبك من العشيرة فانصرف به و علمه جيدا كما يتعلم أبناء شعب الأحرار.

و هكذا دخل موجلي عشيرة ذئاب سيوني بفضل تأييد بالوا و بثمن بذله بجهيرا قدره ثور شحيم.

مضت عشر سنوات أو ما يزيد و موجلي يعيش بين الذئاب. فليتصور القارئ تلك الحياة الرائعة التي تمتع بها خلال هذه الفترة لأننا لو أردنا سرد حوادثها لفاضت بها كتب عدة: فقد عاش مع الذئاب و نشأ بين الجراء التي بلغت سن النضج و هو ما زال صبيا و لقبه الأب ذئب واجباته و أعماله و علمه معاني مختلف الأشياء في الغابة حتى صار حفيف الحشائش و الأشجار و نسيم الليل الدافئ و نعيب البوم و حركة الخفاش و رذاذ الماء الذي يعقب قفز الأسماك في الغدير صارت كلها لغات مألوفة لديه يفهم معانيها و دقائقها كما يفهم أي عاقل معاني عمله و دقائقه.

و عندما كان موجلي ينتهي من درسه كان يقضي بقية وقته في الجلوس أو النوم في الشمس أو في الأكل الذي يعقبه النوم ثانية و إذا ضايقته القذارة أو أحس بحرارة الجو نزل في أحد غدران الغابة يسبح فيه و كان إذا أراد أكل الشهد و قد اخبره بالو أن الشهد و الجوز لا يقلان لذة عن اللحم النيئ – تسلق الأشجار للحصول عليه. و علمه بجهيرا كيف يتسلق الأشجار فكان يسبقه إليها و يبسط جسمه فوق أحد الغصون الكبيرة و يهتف بالصبي مشجعا:

-تقدم أيها الأخ الصغير.

وفي بادئ الأمر كان موجلي يتعلق بالشجرة مثلما يفعل الحيوان المسمى بالكسلان و لكنه استطاع بعد وقت قصير أن يتقن التسلق و يقفز بين الغصون في شجاعة القردة و خفتها.

و اخذ موجلي مكانه أيضا فوق صخرة الشورى عند اجتماع العشيرة و هناك كشف انه إذا حدق بنظره إلى ذئب غض ذلك الذئب طرفه و خفض عينيه و عجز عن مقابلة نظراته بمثلها فدفعه هذا الكشف إلى انه صار يحدق في كل من رآه لا يطلب من ذلك سوى التسلية. و كان في بعض الأحيان ينحني فوق أصدقائه لينتزع الأشواك الطويلة من أقدامها فالذئاب تعذبها
كثيرا تلك الأشواك التي تنغرز في لحمها. و كان يهبط التل أحيانا في الليل و يذهب إلى الحقول الواسعة و يتأمل القرويين في أكواخهم متعجبا و لكنه لم يكن يحب البشر أو يأتمنهم لانه حدث ذات مرة أن أراه بجهيرا صندوقا مربعا له غطاء متحرك اخفي بين الأشجار في دهاء و افهمه انه فخ مما يستعمله البشر لاقتناص أهل الغابة و كانت احب رياضة إلى موجلي أن يصطحب بجهيرا إلى قلب الأدغال الظليل الدافئ لينام طيلة النهار ثم يشاهد صديقه و هو يصطاد في الليل و لقد اعتاد النمر بجهيرا أن يقتل فريسته في وحشية إذا أحس بالجوع و هكذا كان يفعل موجلي الا انه كان لا يقتل السائمة إذا ما كاد يبلغ من العمر ما يمكنه من فهم الأمور حتى نهاه بجهيرا عن قتلها لان حياته افتديت بثور .قال له: -إن الغابة جمعاء لك و في مقدورك أن تقتل ما تستطيع مما فيها و لكن يجب عليك ألا تقتل أو تأكل السائمة صغيرة كانت أو كبيرة إكراما للثور الذي افتدى حياتك هذا هو قانون الغابة.

واحترم موجلي القانون و ظل يتبعه بإخلاص حتى نهاية حياته و نما الصبي سريع و ازدادت قوته كما يحدث عادة لمن لا يفكر في غير الطعام. و لقد أخبرته الام ذئبة اكثر من مرة أن شيرخان لا يؤتمن و عليه في يوم من الأيام أن يقتله و لو كان ذئبا صغيرا لتذكر هذه النصيحة و لكن موجلي كان دائم النسيان لانه صبي على كل حال مع انه لو استطاع التحدث بلغة البشرية لسمى نفسه ذئبا.

وازداد تردد شيرخان على المكان فقد تقدم العمر باكيلا و بدأت قواه تتخاذل فانتهز الببر هذه الفرصة و تقرب من صغار ذئاب العشيرة و صادقها فتبعته أينما ذهب من اجل بقايا طعامه و هو أمر مشين ينكره الزعيم كل الإنكار. و ما كان يسمح به لو كان في عنفوان قوته و قدرته على بسط سلطانه كما يجب.

وتبعت الذئاب الصغيرة شيرخان فراح يتملقها بالحديث و يعجب كيف ترضى قناصة قوية مثلها بقيادة جرو بشري و زعامة ذئب عجوز يوشك أن يموت و يقول:

-سمعت أنكم في مجلس الشورى لا تجرؤون على مواجهة نظراته و التطلع إلى عينيه.

فتزمجر الذئاب و تقف شعور أعناقها غضبا.

وبلغ بجهيرا بعض هذا الحديث فما كان يغيب عنه أمر في الغابة و تكلم مع موجلي كثيرا و افهمه أن شيرخان سيقتله ذات يوم فكان الصبي يضحك و يقول:

-إن العشيرة معي و أنت أخي و بالو صديقي على الرغم من كسله و أظنكم جميعا على استعداد للدفاع عني إذا اقتضى الأمر فلماذا أخاف إذا؟!

وفي أحد أيام الصيف الدافئة نبتت لدى بجهيرا فكرة عقب حديث حمله إليه< ايكي> القنفذ فصحب موجلي الى الغابة و توغلا بعيدا بين الأشجار و هناك تمدد النمر و رقد الصبي إلى جوار صديقه الأسود و توسد ظهره الجميل فقال بجهيرا:

-أيها الأخ الصغير كم مرة أخبرتك فيها أن شيرخان عدوك الأكبر؟

-اكثر من عدد الجوز الذي يحمله هذا النخيل.

فلم يكن موجلي بطبيعة الحال يعرف العد و استطرد الصبي قائلا:

-و بعد؟ أنني أريد النوم يا بجهيرا و أنت تعرف أن شيرخان فخور مغرور مثل <ماوو> الطاووس.

-ليس هذا وقت النوم يا صديقي فبالو يعرف صدق هذا القول العشيرة كلها تعرف و حتى الغزالة البلهاء تعرف هذا و لقد أخبرك به تباكي.

فاجاب موجلي ضاحكا:

-لقد أفضى تاباكي إلى بحديث أنكرته عليه و هو أنني جرو بشري عاري الجسد و لست أهلا لشيء حتى النبش عن الجذور فأمسكت بذيله و طوحت به في الهواء و ضربت به جذع النخلة لالقنه درسا في الأدب.

-طيشا منك إن فعلت حقا أن تاباكي مشاكس يجلب المتاعب دائما غير انه يستطيع أن يخبرك بالكثير مما يهمك تنبه يا أخي الصغير فإذا كان شيرخان لا يقدر أن يقتلك الآن. فانه يجب عليك ألا تنسى أن العمر قد تقدم باكيلا و سيخطئ طريدته عن قريب و يعجز عن قتلها فينحى عن منصب الزعامة و لقد تقدم العمر كذلك بكثير من الذئاب التي رأتك يوم جئت إلى مجلس الشورى أول مرة و الذئاب الفتية تعتقد – كما علمها شيرخان – انك جرو بشري دخيل على العشيرة و انك ستصبح رجلا عما قريب.

قال موجلي:

-و أي قيمة للرجل إذا لم يستطع أن يعيش مع اخوته ؟ لقد ولدت في الأدغال و احترمت قانونها و ليس في العشيرة ذئب واحد لم انزع الشوك من قدمه . كلهم اخوتي دون شك!

و مد بجهيرا جسده و أطبق جفنيه نصف أطباق و قال:

-أيها الأخ الصغير المس ما تحت فكي.

فوضع موجلي يده السمراء القوية تحت ذقن بجهيرا الناعم حيث تختفي عضلاته الجبارة تحت طبقات شعره الكثيف فلمس جزءا عاريا من الشعر.

ثم قال بجهيرا:

-ليس في الغابة كلها مخلوق واحد يعرف أن بجهيرا يحمل هذه العلامة علامة الطوق لقد ولدت يا أخي الصغير بين البشر و بين البشر ماتت أمي داخل قفص القصر الملكي < باديبور>. ومن اجل العشيرة القديمة افتديت حياتك في مجلس الشورى عندما كنت جروا صغيرا عاري الجسد. نعم فقد ولدت أنا أيضا بين البشر و لم أر الغابة أبدا في حداثتي و كانوا يطعمونني في إناء حديدي يدفع إلى مرة من بين أعمدة القفص. و في ذات ليلة شعرت فجأة أنني بجهيرا النمر و لست لعبة الناس فحطمت القفل بضربة واحدة من كفي و هربت من القفص. لأنني مارست أساليب البشر و عرفت طرقهم و عاداتهم صرت اخطر أهل الغابة جميعا و لا استثني أحدا حتى شيرخان أليس كذلك؟

أجاب موجلي:

-صدقت فالغابة وعامة من فيها تخشى بجهيرا و كلهم يرتعد منك خوفا ما عدا موجلي! قال النمر في حنو:

-انك جرو بشري و كما عدت أنا إلى الغابة يجب أن تعود أنت إلى شعبك إلى إخوانك البشر. هذا إذا لم يقتولك في مجلس الشورى!

و سال موجلي:

-يقتلونني ؟ و لماذا يسعى أحد إلى قتلي؟

قال بجهيرا:

-انظر إلى.

ورفع الصبي نظره إليه و تأمل عينيه فلم يستطع النمر أن يبادله النظر و أدار رأسه في سرعة و عجب ثم قال و هو يحرك مخالبه فوق أوراق الأشجار الجافة:

-هذا هو السبب حتى أنا لا أستطيع مواجهة نظراتك! و لكنني احبك يا أخي الصغير لأنني ولدت بين البشر! أما الآخرون فيكرهونك لانهم لا يقوون على النظر إليك و لانك ذكي و لانك تنزع الأشواك من أقدامهم و أخيرا لانك بشر!

قال موجلي واجما:

-لم اكن اعرف هذه الأمور.

و قطب جبينه و عقد حاجبيه الكثيفين فارتفع صوت بجهيرا يقول:

-ألا تعرف قانون الغابة؟ انه يقول اضرب أولا ثم تكلم فإهمالك يذكرهم دائما بجنسك. كن حكيما يقضا! و لتعلم أن اكيلا يبذل جهدا كبيرا لاقتناص مهاة صغيرة و قلبي يحدثني انه عندما يخطئ صيده القادم ستنقلب العشيرة عليك و عليه و يعقدون مجلس الشورى عند الصخرة لطرده و الانتقام منك و قد أتولى أنا الزعامة بعد ذلك.

و استطرد قائلا و هو ينهض:

-اذهب سريعا إلى أكواخ القرويين في الوادي و احضر جزءا من الوردة الحمراء التي تنمو هناك
حتى إذا أزف الوقت كان بجوارك صديق أقوى مني و من بالو و من كل من يحبك في العشيرة هيا اذهب و احضر الوردة الحمراء.

و كان بجهيرا يقصد بالوردة الحمراء النار فما من مخلوق في الغابة عرف اسمها الحقيقي و عاش كلهم في رعب شديد منها و اخترعت مئات الطرق لوصفها.

قال موجلي:

-الوردة الحمراء ؟ تلك التي تنمو خارج أكواخ القرويين عند الغسق ؟ سأحضر جزءا منها.

أجاب بجهيرا فخورا:

-هكذا يتكلم ابن البشر. تذكر إنها تنمو في أوان صغيرة فاسرع بإحضار واحدة منها و احتفظ بها حتى يحين الوقت.

قال موجلي:

-حسنا سأذهب من فوري.

و طوق بذراعيه عنق النمر الجميل و تأمل في عينيه في عمق و قال:

-و لكن اواثق أنت من أن شيرخان هو السبب في كل هذا؟فقال بجهيرا:

-اقسم بالقفل المحطم الذي حررني أنني واثق يا أخي الصغير كل الثقة.

و اجاب موجلي:

-إذا فبحق الثور الذي فداني لاردن كيد شيرخان بمثله بل اكثر و نهض الصبي مبتعدا فرقد بجهيرا ثانيا و قال يحدث نفسه:

-هكذا البشر هكذا البشر تماما . لم يكن شيرخان في يوم ما اسفل منه يوم أراد صيدك منذ عشرة أعوام و جعل موجلي يجري في الغابة و قد ثار قلبه بين جنبيه. ووصل إلى الكهف عندما اقبل ظلام المساء فامسك عن الجري ليهدئ أنفاسه المتلاحقة و نظر إلى الوادي الخفيض.

وكانت الجراء الأربعة خارج وجارها و لكن الام ذئبة رأته و هي جالسة داخله فعرفت من أنفاسه المضطربة إن أمرا يزعج ضفدعها الصغير .قالت:

-ما الذي يقلقك يا بني ؟

فاجاب:

-أقاويل تافهة يرددها شيرخان. سأخرج الليلة إلى الحقول.

وانحدر مسرعا بين الشجيرات إلى الغدير الذي يجري في بطن الوادي و هناك أحجم عن المسير قليلا فقد سمع أصوات العشيرة و هي تصيد. و تردد في أذنه نبيب وعل يطارد اعقبها زمجرة عندما استدارت الفريسة و هربت إلى الخليج. و تعالى عواء قاس شرير و هتفت الذئاب الفتية تقول:

-اكيلا اكيلا دعوا الذئب الأوحد يستعرض قوته أفسحوا مكانا لزعيم العشيرة اقفز يا اكيلا!

و يبدو أن الذئب الأوحد وثب على فريسة فاخطاها فقد سمع موجلي صرير اسنائه ثم عواء الألم الذي أطلقه عندما ركله الوعل بساقه.

و لم ينتظر موجلي اكثر من ذلك واندفع في طريقه جريا فتضاءلت الأصوات في أذنيه و هو يتوغل في حقول القمح حيث يعيش القرويون.

و قال لنفسه:

-لقد صدق بجهيرا.

و اختفى بين أكياس عشب الماشية الجاف بجوار كوخ من الأكواخ ثم قال:

-سيكون الغد يومي و يوم اكيلا أيضا.

والصق وجهه بجانب نافذة الكوخ و جعل يتأمل نار الموقد فرأى زوجة القروي تنهض و تغذي النار بكتل سوداء و عندما تنفس الصبح و انتشر في الجو ضباب بارد رأى موجلي ابن القروي يأتي بسلة من الخيزران المجدول و قد بطن داخلها بالطين و اخذ يملؤها بالفحم الأحمر المشتعل ثم وضعها تحت عباءته و خرج بها إلى حظيرة الأبقار. فقال موجلي لنفسه:

-اهكذا كل شيء؟ إذا كان جرو مثله يستطيع أن يفعل ذلك فلا داعي للخوف.

و ترك مكانه و قصد الصبي و انتزع الوعاء من يده و اختفى بين طبقات الضباب و قال لنفسه: -هؤلاء القوم يشبهونني كثيرا!

و نفخ في النار كما رأى المرأة تفعل و استطرد قائلا:

-سيموت هذا الشيء إذا لم أطعمه.

وألقى فوق الفحم المشتعل أغصانا صغيرة و بعضا من لحاء الأشجار الجافة. و في منتصف طريقه نظر إلى قمة التل فرأى بجهيرا ينتظر و قد تساقط الندى على جسده فلمع كأنه اللؤلؤ.

فقال النمر:

لقد اخطأ اكيلا صيده و أن القوم استضعفوه و كادوا يقتلونه أمس لولا انهم يريدونك أيضا و قد بحثوا عنك كثيرا فوق التل. و رفع موجلي إناء النار بين يديه و قال:

-كنت في الحقول و أنا الآن على أتم استعداد لمقابلتهم فانظر ما أحضرته معي!

فقال بجهيرا:

-حسنا فعلت و قد سبق أن رأيت رجالا يضعون في هذا الإناء غصنا جافا فتتألق الوردة الحمراء عند أطرافه. اانت خائف؟

-لا و لم أخاف . اذكر الآن – إن لم يكن حلما – كيف كنت قبل أن اصبح ذئبا بجوار الوردة الحمراء فتبعث في جسدي دفئا ممتعا.

وظل موجلي طيلة اليوم جالسا في كهفه و هو يذكي النيران و يضع فيها الاحطاب الجافة فتزيد تألقا. و احتفظ بغصن كبير ألقاه بجانبه فلما جاءه تاباكي في المساء و دعاه في قحة و غلظة الى صخرة الشورى ضحك الصبي كثيرا حتى تملك الخوف تاباكي فابتعد مسرعا و سار موجلي بعد ذلك إلى الصخرة و هو مازال ضاحكا. و كان الذئب الأوحد اكيلا لا يرقد فوق صخرته بل بجوارها إيذانا بان زعامة العشيرة قد غدت شاغرة في حين أن شيرخان جعل يسير جيئة و ذهابا
في جرأة عظيمة تتبعه أكلة الفضلات من الذئاب بادية الغرور الكاذب . و جثم بجهيرا بالقرب من موجلي الذي أخفى إناء النار بين ركبتيه. و عندما اكتمل العدد تكلم شيرخان و هو أمر لم يكن يجرؤ عليه أيام مجد اكيلا و سلطانه.

و تمتم بجهيرا يهمس في أذن موجلي:

-ليس من حقه أن يتكلم.انهض و قل له ذلك و سيغيظ كلامك ابن الكلاب.

و قفز موجلي واقفا و هتف قائلا:

-يا شعب الأحرار بأي حق يتدخل ببر في أمر زعامتنا؟! أيقود شيرخان العشيرة؟

أجاب شيرخان:

-إن الزعامة شاغرة و أنني دعيت إلى الكلام.

فقاطعه موجلي:

-و من الذي دعاك؟ انحن جميعا بنات آوى حتى نذل و نخضع لقصاب الماشية هذا؟ إن النظر في زعامة العشيرة من شان العشيرة فقط.

و تعالت صرخات عدة تقول:

-صه يا جرو البشر. دعه يتكلم فقد تبع قانوننا و احترمه و هتف شيوخ العشيرة قائلين:

-دعوا الذئب الميت يتكلم.

فقد جرت العادة أن الزعيم المخلوع يسمى بالذئب الميت حتى يموت و هو عادة لا يبقى على قيد الحياة غير وقت قصير.

و رفع اكيلا الهرم رأسه في مشقة و صعوبة و قال:

-يا شعب الأحرار و انتم أيضا يا شعب بنات آوى و اتباع شيرخان. عشر سنوات مضت و أنا أقودكم إلى الصيد و أعود بكم منه ظافرين. لم يقع أحدكم خلال هذه الفترة الطويلة في شرك و لم يفقد قدما و لا ذراعا. و لكنني الآن أخطأت فريستي و كلكم يعرف حق المعرفة كيف دبرت هذه المكيدة فلقد دفعتموني بمهارة إلى مهاة قوية لتكشف عن ضعفي و من حقكم أن تقتلوني اليوم فوق هذه الصخرة فمن منكم يرغب في وضع حد لحياة الذئب الأوحد؟ إن دستور الغابة يحتم عليكم مقاتلتي واحدا اثر واحد.

وخيم صمت عميق فما من ذئب جرؤ وحده على مقاتلة اكيلا حتى الموت.

و زأر شيرخان قائلا:

-لا يهمكم أمر هذا الأهتم الأبله فجرو البشر هو الذي يستحق الاهتمام فقد امتدت به الحياة و ما كان ينبغي له أن يعيش يا شعب الأحرار إن الصبي صيدي منذ البداية فسلموه إلى. لقد سئمت سخافة هذا الذئب البشري الذي عكر على العشيرة صفو الغابة عشر سنوات. أعطوني جرو البشر و إلا بقيت هنا اصطاد دون أن أمنحكم عظمة واحدة. انه بشر و ابن بشر و لذلك اكرهه اشد الكره.

و تعالت الأصوات تقول:

-بشر! بشر! ما لنا و للبشر ؟! فليذهب من حيث أتى.

فصرخ شيرخان احتجاجا و قال:

-أيعود من حيث أتى ليثير علينا القرويين جميع ؟ لا لا بل أعطوني إياه فهو بشر و لا يستطيع أحدنا أن يواجه نظراته فرفع اكيلا رأسه ثانية و قال:

-لقد شاركنا في الطعام و في المنام و خرج معنا إلى الصيد و لم يخالف قانون الغابة مرة واحدة.

و قال بجهيرا بصوته الناعم:

-و عندما أتى اشتريت حياته بثور.إن قيمة الثور تافهة و لكن شرف بجهيرا أمر عظيم قد يقاتل من اجله.

فزمجرت الذئاب قائلة:

-ثور أكلناه من عشرة أعوام اتهمنا عظام طال عليها البلى؟

و أجاب بجهيرا و قد كشر عن أنيابه البيضاء:

-أولا تهمكم الوعود؟ اانتم شعب الأحرار؟

و صرخ شيرخان قائلا:

-ليس لجرو بشري أن يعيش مع أهل الغابة أعطوني إياه أعطوني إياه.

و عاد اكيلا إلى الحديث:

-أتريدون قتله و هو أخونا في كل شيء عدا الدم؟ لقد جربت كثيرا و عشت حتى سئمت العيش فرأيت بعضكم قد تغير حتى صار من أكلة الماشية و البعض الآخر يذهب تحت ستار الظلام بوحي شيرخان و إغرائه و يخطف الأطفال من أبواب القرويين.هؤلاء إذن جبناء و إلى الجبناء سأتوجه بالحديث. اعرف انه يجيب علي أن أموت و لو كانت لحياتي قيمة لدفعتها ثمنا لجرو البشر. و لكني سأقدم لكم عرضا سخيا من اجل شرف العشيرة الذي نسيتموه و انتم بغير زعيم. أعدكم- إذا تركتم جرو البشر يعود سليما إلى أهله – ألا أقاتلكم و لا ارفع نابا
عليكم عندما تحين نهايتي. سأموت دون قتال و بذلك ابقي للعشيرة ثلاثة أرواح على الأقل. و سينقذكم هذا الاقتراح من عار قتل شقيق لا عيب فيه و لا تثريب عليه شقيق أيده اثنان و افتديت حياته طبقا لقانون الغابة.

فزمجرت العشيرة قائلة:

-و لكنه بشر.

و التف معظم الذئاب حول شيرخان فرقص ذيله طربا.

فقال بجهيرا لموجلي:

-الأمر الآن بين يديك فليس في وسعنا أن نفعل غير القتال.

ونهض موجلي و انتصبت قامته وما و ما زال وعاء النار بين قدميه ثم رفع ذراعيه و تثاءب أمام المجتمعين ليظهر عدم اهتمامه و لكنه كان في الواقع ثائرا غاضبا إذ لم تكشف له الذئاب قبل ذلك عن مبلغ كراهيتها له و حقدها عليه.

و هتف الصبي قائلا:

-أصغوا إلى فلا حاجة لنباح الكلاب الذي ترددونه. لقد سمعت منكم كثيرا هذه الليلة فقلتم إنني بشر و إن كنت افضل أن أضل ذئبا بينكم إلى نهاية العمر. لقد صدقتم و لذلك اعتبركم اخوتي بعد اليوم و سأسميكم كلابا كما يقول البشر ليس لكم أن تقرروا ما يجب أن تفعلوا أو ما لا يجب فالأمر بين يدي أنا و قد عزمت على أن أطلعكم على حقيقة الأمر في وضوح و أعلمكم أنني – أنا المخلوق البشري – قد أحضرت معي قليلا من الوردة الحمراء التي تخافونها يا معشر الكلاب.

و ألقى وعاء النار إلى الأرض فاشتعلت الأعشاب الجافة و تراجع المجتمعون رعبا أمام اللهيب المتراقص.و دفع موجلي غصنه الجاف في هذا اللهيب. فتألق طرفه و قرقع ثم جعل يطوح به فوق رؤوس الذئاب الخائفة.

قال بجهيرا في صوت خفيض:

-انك سيد الموقف فأنقذ اكيلا من الموت. لقد كان أبدا صديقك.

وألقي اكيلا العجوز الذي لم يستجد في حياته عطفا و لا شفقة على موجلي نظرة كلها رجاء و استعطاف . ووقف الصبي متحفزا و قد تهدل شعره الأسود المتماوج فوق كتفيه و انعكس عليه ضوء الغصن المشتعل الذي جعل الأشباح الجالسة تقفز و ترتجف.

قال موجلي و هو يتأمل من حوله في بطء:

-حسنا. أرى الآن أنكم – بلا ريب – كلاب. سأذهب عنكم إلى عشيرتي ما دامت الغابة قد أغلقت في وجهي و علي أن أنسى حديثكم و صحبتكم و لكني ساكون ارحم منكم و عندما أعيش بين البشر لن أخونكم كما خنتموني لأنني كنت أخاكم في كل شيء عدا الدم.

و دفع النار بقدمه فازداد اللهيب اشتعالا:

-لن تقوم حرب بيننا و بين عشيرتكم و لكن علي دين يجب أن أوفيه قبل الرحيل.

وتقدم نحو شيرخان الذي كان يجلس أمام اللهيب و يرمش و امسك بشعر ذقنه الكثيف فتبعه بجهيرا خشية وقوع مكروه و هتف موجلي إلى الببر.

-عندما يتحدث إليك أحد البشر انهض أمامه احتراما. انهض أيها الكلب و إلا أطلقت اللهيب في شعرك هذا.

و خفض شيرخان أذنيه خوفا و اغمض عينيه لشدة قرب الغصن المشتعل من وجهه.

و صاح موجلي:

-يقول قاتل البقر هذا انه يريد أن يقتلني الآن لانه لم يستطع قتلي صغيرا.إذ فخذ و خذ و خذ فهكذا يضرب البشر الكلاب و يؤدبونها . اقسم لو حركت شعرة واحدة من شاربك أيها الأعرج لادفعن بالوردة الحمراء إلى بلعومك.

و انهال موجلي على شيرخان ضربا بالغصن فان الببر الما و خوفا ثم قال الصبي في تهكم:

-اذهب الآن يا قط الغابة المدموغ و تذكر أنني يوم أعود ثانية إلى صخرة الشورى سيكون جلدك فوق رأسي. و ليكن في علمكم أيها الباقون أن اكيلا لن يقتل و سيظل على قيد الحياة حرا آمنا طليقا لأنني أريد ذلك لن أترككم تجلسون هنا اكثر من ذلك و قد دليتم ألسنتكم مذكور لا كلاب حقيرة اطردها متى أشاء . هيا هيا اذهبوا و انصرفوا. و كانت النار تلتهب على الغصن في شدة فراح موجلي يلوح يمينا و شمالا فهربت الذئاب و هي تعوي. و علق شرر
بشعر بعض الحيوانات فاجج نارا كادت تحرق جلدها. و انصرفوا جميع و هدأ المكان و لم يبق غير اكيلا و بجهيرا و عشرة ذئاب أخرى من أصدقاء الصبي.

وأحس موجلي شيئا يوجعه في صدره و لم يكن إحساسه قد أثير كذلك من قبل. و تلاحقت أنفاسه و بكى فتسارعت الدموع من عينيه و قال:

-ما هذا ؟ لا أريد ترك الغابة ولست افهم معنى لما يتساقط من عيني .أتظن أنني أموت يا بجهيرا؟

فقال النمر:

-لا أيها الأخ الصغير . هذه دموع يعرفها البشر. لقد صرت رجلا و لم تعد جروا منذ الآن و قد صارت الغابة مغلقة في وجهك فدع الدموع تتساقط يا موجلي فما هي بأكثر من قطرات ماء تفيض بها العيون.

و أحس موجلي أن قلبه يتحطم بين جنبيه فجلس و بكى كثيرا و لم يكن قد فعل ذلك من قبل.
و قال بعد أن هدأ:

-سأذهب إذا إلى البشر و لكنني احب أن أودع أمي أولا.

و قصد إلى الكهف الذي يعيش فيه الأب ذئب و أسرته و احتضن الام ذئبة و بكى كثيرا فانتحب اخوته الجراء الأربعة في أسى و قال موجلي:

-أتنسونني؟

-كلا بل سنذكرك ما دمنا أحياء تعال أحيانا إلى التل و لنتحدث معك و سنذهب نحن إلى الحقول لنلعب معك في الليل.و قال الأب ذئب:

-عد إلينا سريعا أيها الضفدع الصغير الحكيم عد سريعا و لا تغب عنا فأنا و أمك عجوزان.

و قالت الام ذئبة:

-نعم عد سريعا يا صغيري العزيز لأنني احبك يا ابن البشر اكثر مما احب جرائي..

فاجاب موكلي:

-سأعود حتما سأعود لافرش جلد شيرخان على صخرة الشورى. لا تنسوني و قولوا لهم في الغابة أن يذكروني.

وكان الفجر قد بدأ يشرق عندما انصرف موجلي و هبط التل في طريقه إلى هذه المخلوقات الغامضة التي يسمونها بشرا.






قصة موغلى

عماد الدين الذيباني



في منطقة من المناطق النائية , عاش حطاب مع عائلته وكان لهذا الحطاب ولد اسمه (ازاندا )



كان الحطاب يستيقظ في الصباح الباكر ويمضي الى الغابة فيقوم بالتحطيب وجمع الثمار والصيد ويعود في المساء الى بيته محملا بما جمع وبسبب عمله في الغابة حيث كان يقضي نهاره بين الحيوانات, اصبح هذا الحطاب خبيرا بشؤونها وحيلها , فكان عندما يعود في المساء يقوم بسرد مغامراته وقصصه على ابنه ( ازاندا ) الذي كان يستلذ كثيرا بسماع حديث والده وتشوق لليوم الذي يستطيع ان يصحب به والده للغابة.

وفي احدى الليالي بعد ان فرغ الحطاب من سرد مغامراته الح عليه ازاندا بان يسمح له بالذهاب في اليوم التالي معه فقبل والده شرط ان لا يتجول لوحده كثيرا .

تسلح ازاندا برمح وترس وسارع ومع والده حتى وصلا الغابة فامضى ازاندا يصحب والده الى الغابة فترة طويلة وحدث ذات مره ان راىازاندا ارنبا بريا يجري من بعيد فجرى خلفه وتمكن من اصابته برمحه فاخذه وعاد فرحا الى والده الذي سر لهذا الحدث ولكنه طلب من ازاندا ان ياخذ حذره في المرة المقبلة كي لا يضل الطريق.

وفي اليوم التالي صحب ازاندا والده كالعادة الى الغابة وبينما كان يتجول شاهد ارنبا بريا يجري فجرى خلفه وطال جريه واستمر حتى رماه بسهم اصابه عندها اخذه وعاد ادراجه لكنه وجد نفسه في وسط الغابة تخبط به الاشجار الكثيفة فلم يدرى أي طريق يعود .



اما والده فسرعان ما استنبط وادرك اخيرا ان ازاندا قد اضل الطريق وظن بان حيوان مفترسا قد ظفر به فحزن وعاد الى كوخه يائسا, وفي تلك الاثناء كان ازاندا يحاول ان يهتدي الى طريق العودة وبينما كان يسير سمع صوتا غريبا وفجاْة راى



نمرا ضخم مكشرا عن انيابه فخاف وصرخ صرخة مدويه ولكنه سرعان ماهداءروعه حين شاهد فهدا يتقدم نحو النمر

يغضب واضح واشتبك الاثنان في عراك عنيف اسفر عن فوز الفهد ففر النمر خائبا فتمدد الفهد متألما وقد غرزت برجله شوكة اثناء الاعراك , فتقدم ازاندا منه واعطاه الارنب عربون شكر واخرج الشوكة من قدمه عندها سر الفهد وحمل ازاندا على ظهره وسار به وسط الغابة وكانت الحيوانات تقابل هذا



الفهد الاسود وكان اسمه باغيرا بالمودة والاحترام الا انهم كانوا يعجبون من ازاندا , سار بكيرا بازاندا حتى وصل به الى عرين الاسد اكيلا الذي كان يعرفه الجميع بانه ملك الغاب رحب اكيلا بازاندا ولقبه موغلي



ومعناه الضفدع وذلك لجلده الناعم وقدمه الى اللبوة رخشا وطلب منها ان تعامله كاشبالها فسرت رخشا كثيرا واحبته ,امضي موغلي في الغابة وقتا ممتعا مع الحيوانات وكان اكيلا قد طلب من بالو الدب المرح بان يلقنه شريعة الغاب وقوانينها كما طلب من باغييرا ان يعلمه اصول الصيد والدفاع عن النفس

فصار موغلي يسير بين الوحوش بطمانينة دون ان يعتريه خوف وكان يساعد الحيوانات ويداويها فاحبته وانست له 0 تعرف موغلي على عدد كبير من الحيوانات ومن بينهم حيوان يدعى تباكي ابن اوى وكان هذا الحيوان ماكرا وحقيرا وكان في احد الايام مقربا ومحبوبا لدى اكيلا وعندما اتى موغلي لم يعد لدى اكيلا وقتا له وكان تباكي على علم بقصة موغلي وكيف انقذه باغييرا من النمر فذهب الى النمر شيرخان واوغد صدره على موغلي كان شيرخان هذا جبانا يخاف من باغييرا ,وعندما اصبح القمر بدرا عقد اكيلا اجتماع الصخرة بحضور بالو ( وزيره الاول ) وباغييرا ( وزيره الثاني ) حيث طلب باغييرا من اكيلا السماح لموغلي باداء قسم الغابة في مجلس الصخرة المقبل وكان عادة الاشبال ان يؤدوا هذا القسم حين يبلغوا اشدهم حيث تتعرف عليهم باقي الحيوانات فلا ينالها منهم اذى فرحب اكيلا بالفكرة وطلب من باغيرا ان يقوم بتقديمه , وحين اصبح القمر بدرا مكتملا اجتمعت الحيوانات



حول اكيلا لتأدية القسم والتعرف على الحيوانات الجدد وحين اتى باغييرا بموغلي استنكر شيرخان هذه البادرة وطلب من الحيوانات ان لا تقبل بموغلي بينها الا ان اكيلا استطاع ان يحبط حجة شيرخان فقال:

ان موغلي تعلم قوانين وشرائع الغاب من بالو واصول الصيد ولغة الحيوانات من باغييرا وقام بمساعدة وتطبيب الحيوانات لذا فانه يستحق هذاالقسم عن جداره وتقدم بعد ذلك موغلي وادى القسم 0ولكن شيرخان بقي على حقده واخذ يخطط للنيل



من موغلي الا ان موغلي اصبح قادرا على الدفاع عن نفسه فما ان حاول شيرخان ان يتعرض له حتى رماه برمح ارداه قتيل ثم قام بسلخ جلده ونشره على الشجره ليكون بذلك درسا للذين يمتنعون عن طاعة اكيلا ويقومون بالاعتداء على سائر الحيوانات ,ومن بين مغامرات موغلي انه دخل منطقة وعرة



حذره من دخولها باغييرا لان هذه المنطقة هي مآوى قبيلة القرود التي تدعى باندرلوغ ولكن الفضول جعل موغلي يدخلها وما ان دخل حتى احاطت به الباندرلوغ وقبضوا عليه واخذ يقذفون به من واحد لاخر بين الاشجار ومن ثم سجنوه على شجرة عاليه وعلم اصدقاء موغلي بذلك فدخلوا الى هذه المنطقة واخذوا يصدرون اصوات الزئير والعواء حتى ارهبوا الباندرلوغ والهوهم عن موغلي مما سمح لتهاتي الفيل الضخم بالوصول اليه وانقاذه .

وفي احدى الصبحيات المشمسة قام موغلي بنزهة وحده في الغابة وسار طويلا حتى شعر بالتعب فاستلقى على جذع شجرة ونام وعند استيقاظه وجد ان الافعى كاه تلف حوله محاولة عصره واخذ يصيح طالبا النجده ولحسن حظ موغلي ان الصقر شيل كان يحوم في تلك ,الارجاء فسمع الاستغاثة وشاهد موغلي والحية ملتفة حول جسمه فهبط واخذ ينقر راس كاه حتى ادماها وخارت قواها وارخت الشد عن موغلي مما سمح له بالافلات والهرب شكر موغلي الصقر شيل واقسم بانه لن يخرج لوحده الى الغابة ...



اصدقاء موغلي

اكيلا الاسد الحكيم

باغيرا الفهد الاسود

بالو - الدب المرح - رخشا – اللبوة

هاتي - الفيل الضخم

شيل - الصقر الحاد

اعداء موغلي

شيرخان - النمر الجبان - تباكي - الثعلب الخبيث

كــاه الافعى السامة (من اصدقاء واعداء موغلي)

باندرلوغ - القرد الفوضوى





قصة إنسان عاش في الغابة ويدعى موجلي

قصة الغابة ومجلس الصخرة

القائد مصعب حبيب مرحوم الهاشمي : جمعية الكشافة السودانية



قصة الغابة هي قصة ترويها حيوانات الغابة ، وبطل هذه القصة إنسان عاش في الغابة ويدعي موجلي . وأهم أبطال هذه القصة هم :

موجلي ــــــــــــــــــ إنسان بطل القصة

أكيلا ـــــــــــــ الأسد "رئيس مجلس الصخرة"

شيرخان ـــــــــــــــــــــــ النمر

باولو ــــــــــــــــــــــــ الدب

باغيرا ــــــــــــــــــــــــ الفهد

بندرلوك ـــــــــــــــــــــــ القرد

تاباكي ــــــــــــــــــــ الضبع "دمنه"

وبعد أن تعرفت على أبطال القصة إليك الآن أحداث هذه القصة التي حدثت في الغابة .

في ذات يوم من الأيام ذهب موجلي إلى الغابة بصحبة والده . وقد ظهرت لهم بعض الأرانب البرية ، فأستأذن والده ليصطاد إحداها فأذن له فجري خلفها وطال به الجري ، ولم يقعد به التعب عن مواصلة جريه ، حتى ظفر بصيده ، فعاد أدراجه فإذا به يضل الطريق ، وظل يسير في الغابة على غير هدي .

أما والده فقد استبطأ عودته وظل يبحث عنه في أنحاء الغابة عدة أيام فلم يعثر له علي أثر ، فتسرب اليأس إلى نفسه ، وظن أنه لأبد أن يكون قد لقيه وحش من وحوش الغابة فافترسه . فحزن عليه حزناً شديداً.

أما موجلي فانه في أثناء تخبطه في مسالك الغابة ، شعر فجأة بما أنذره بخطر يقترب ، وسرعان ما سمع صوتاً غريباً لم يألفه فولي وجهه قبل الجهة التي انبعث منها هذا الصوت فرأى نمراً ضخم الجثة يقترب منه يبغي افتراسه ، فذعر وخاف وصرخ صرخة رعب وخوف ، ولم يلبث أن سري عنه بعض ما كان يشعر به من خوف حيث رأي فهداً أسود كبير الجسم يتقدم نحو النمر في غضب ظاهر ثم إذا بهما يتشابكان في قتال شرس عنيف ، واستمرت المعركة بينهما فترة من الزمن في شدة وعنف وقد أثخن كلاهما بجراح أسالت منهما الدم الغزير . إلى أن تغلب الفهد الأسود في النهاية على النمر فولي مدبراً بعد أن كاد الفهد الأسود أن يفتك به .

وكان قد بلغ الإعياء من الفهد كل مبلغ ، فتمدد على الأرض ، وأخذ يزفر زفرات الألم من شوكة كبيرة كانت قد غرزت بأحدي أرجله ، وتقدم موجلي إلى هذا الحيوان الضاري فرآه ينظر إليه نظرة ود وعطف ، فرمي له بالأرنب الذي كان قد اصطاده اعترافاً منه بجميله عليه من إنقاذه من براثن النمر ، فانقض الفهد علي الأرنب يأكله حتى أتي عليه ، واقترب موجلي من الفهد وربت بيده على كتفه ، وجلس إلى جواره واستطاع أن يخرج الشوكة التي كانت تؤلمه من رجله .

وشعر الحيوان بالراحة ونظر إليه نظرة فيها كل معاني الشكر والثناء ، وأنس كل منهما لصاحبه واطمأن إليه ونهض الفهد وحمل موجلي وسار به إلى مكان قصي من الغابة مملوء بالوحوش المختلفة وكانت الوحوش تلقي الفهد الأسود وكان اسمه "باغيرا" بكثير من التجلة والاحترام ، وتنظر إلى موجلي نظرة الدهشة والاستغراب ، فيهمهم الفهد لها همهمة لعلها كانت تعرفهم به مكان رحب في أثنائها . فتخلي لهما الطريف في إجلال وإكبار ، حتى وصلا إلى مكان رحب مكشوف في الغابة لم ير مثله من قبل . وقاده "باغيرا" إلى أسد كبير مهيب الطلعة ، مرهوب الجانب يجلس وسط صخرة عظيمة يحف به كثير من الوحوش وقد عرف موجلي أنه ملك هذه الغابة وسيدها المطاع ، وأنه يسمي "أكيلا" .

رحب أكيلا بموجلي ترحيباً شديداً بعد أن علم بقصته من "باغيرا" وقدمه أكيلا إلى بقية صحبه وطلب منه أن يعيش معهم في أمن وطمأنينة وقاد أكيلا موجلي إلى عرينه، فخرج أشباله لاستقباله فرحين مهللين ، وأودع موجلي بينهم يسرح ويمرح كأنه واحد منهم .

مكث موجلي مع الأسد وأشباله ما شاء الله أن يمكث ، وشب وترعرع بينهم ومعني كلمة موجلي "الضفدع" ، وقد عهد به أكيلا إلى من يلقنه قوانين الغابة ويوقفه على حيلها ومكائدها ويمرنه على كيفية الحصول على طعامه بنفسه ، والهرب من أعدائه . وقد أكسبته حياة الغابة ساعداً مفتولاً ، وصحة جيدة ، وحيلة واسعة ونشاطاً عظيماً.

وعاش موجلي في الغابة سعيداً بعطف أكيلا عليه ، ناعماً بحب "باغيرا" له . وقد أفاده ذلك بمعرفة جميع حيوانات الغابة ، فأصبح يغدو ويروح بين الوحوش الضاربة لا يخافها ولا يخشاها . ولم يلبث سوي القليل حتى اكتسب حب هذه الوحوش، فقد كان يلاطفها كلما خلا بأحدها ، ويصالح بينها إذا تخاصمت ، ويعينها إلى أمورها جهد طاقته ، ويعود مرضاه ، ويطيب جراحها ، ويلاطف صغارها ويخرج الشوك من أرجلها ، حتى أصبحت له على كل حيوان يد ظاهرة وأثر بارز فأنس بها وأنست به ، ومضت

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://elanssar.ahlamontada.com
 
كتاب الأدغال للكاتب الكبير ردويار كبلينكس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أي كتاب تريده مع التنسيق وتحويل صيغتها+الشرح!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى فوج الأنصار الكشفي :: ركن المراحل الكشفية :: منتدى الأشبال-
انتقل الى: